دبدأ إخوتي في منتيات عمران بحول الله وقوته دروسا في النحو العربي محاولين قدر الإمكان تبسيط طريقة الشرح حتى يجد فيها كل طالب علم ضالته، مستفتحين: بسم الله الرحمن الرحيم من أصغر الوحدات وهي الكلمة، وقبل أن نلج إلى الكلمة سنتوقف قليلا عن حروفها أولاً:
[نبدأ من البداية عبر السؤال التالي: (مم تتكون تراكيب لغتنا العربية؟) تتكون من جمل مركبة من كلمات، وكلمات مركبة من حروف، قلتلي حروف؟ توقف من فضلك ولنبدأ من كلمة (حروف) هذه إذن، قل لي يا أستاذي: ما هي الحروف؟ - الحروف: (هي أصغر اللبنات في بناء الكلام، وهي رموز ذات أشكال متعارف عليها بين كل الناطقين بالعربية، تشتمل على أصوات متفق عليها أيضاً من كل الناطقين باللغة العربية) هذا الكلام غامض عليّ هل يمكن أن توضحه لنا أكثر؟ - نعم يمكن أن أوضح أكثر : فعلى سبيل المثال حرف الباء متفق بين كل العرب أنه يأخذ اربعة أشكال في كتابته واربعة أصوات عند نطقه، فهو من حيث كتابته الرمزية يأخذ هذا الشكل في اول الكلام (بـ ) وهذا الشكل في وسط الكلمة: (ـبـ ) وهذا الشكل في نهاية الكلمة وهو متصل بحرف يقبل الالتصاق (ـب) وللباء صورة رابعة هكذا (ب) عندما يكتب منفرداًَ أو متصل بحرف لا يقبل الالتصاق مثل الراء والواو وغيرها..
أما من حيث النبر الصوتي فقد أتفق على ان حرف الباء له أربع أصوات تختلف باختلاف الحركات التي عليه فمع الفتحة ينطق (باا) ومع الكسرة ينطق (بي) ومع الضمة ينطق (بو) ومع السكون ينطق (به) بهاء السكت ولابد من تضخيمه عند الوقف عليه لأنه من حروف القلقلة (قطب جد)
وقس على ذلك بقية الحروف الـ 28 الأخرى مطبقا في ناحيتي الرسم والنبر الصوتي على حرفي الجيم والراء.
هذا كل شيء يا أستاذ؟ أظن أن الأمر في غاية البساطة فنحن نعرف الآن كل شيء تقريبا عن الحرف أليس كذلك؟
- نعم ليس كذلك: فنحن حتى الآن لا نعرف غير القليل عن الحرف: فقد أريقت أيها الطالب المجتهد مئات وربما آلاف براميل المداد في الدراسات المتصلة بالحرف.
علماء الرسم والخط انفقوا مداداً كثيرًا في شرح الطريقة المثلى لرسم الحروف مشيرين إلى الطريقة المثلى لكتابة كل حرف مع اختلاف الخطوط العربية من رقعة إلى نسخ إلى ثلث إلى كوفي وغيرها، وعلماء التجويد والأصوات صرفوا مداداً كثيراً في شرح مخرج كل حرف وصفاته، وعلماء البلاغة صرفوا مداداً كثيراً في شرح شروط بلاغة الكلمة وعدم تنافر ووعورة مخارج حروفها، وعلماء النقد الأدبي أراقوا مداداً لا حصر له في شرح وظيفة الحرف الوجدانية وصلته بالحالة النفسية لمنشئ النص فحروف المد الطويلة تتناسب مع الزفرات والآلام، وتصلح في حالات البسط النفسي، لأن حالة الضيق لا تسمح بكلام طويل فالإنسان الضائق لا يطيق نفسه فما بالك بالحروف الطويلة والممتدة، كما أشاروا إلى أن حروف الغزل يجب أن تكون أكثر نعومة من حروف الفخر والمدح وحروف الرثاء لابد أن تكون ذات ظلال حزائنية الى آخر ذلك وسنورد جانبا من كلما تقدم فيما بعد.
سياحة مع الحرف
سأفصل لك تلميذي العزيز ما قيل حول الحرف بخلاف ماتقدم عند اللغويين: علماء الرسم والخط انفقوا مداداً كثيرًا في شرح الطريقة المثلى لرسم الحروف مشيرين إلى الطريقة المثلى لكتابة كل حرف مع اختلاف الخطوط العربية من رقعة إلى نسخ إلى ثلث إلى كوفي وغيرها، وعلماء التجويد والأصوات صرفوا مداداً كثيراً في شرح مخرج كل حرف وصفاته، وعلماء البلاغة صرفوا مداداً كثيراً في شرح شروط بلاغة الكلمة وعدم تنافر ووعورة مخارج حروفها، وعلماء النقد الأدبي أراقوا مداداً لا حصر له في شرح وظيفة الحرف الوجدانية وصلته بالحالة النفسية لمنشئ النص فحروف المد الطويلة تتناسب مع الزفرات والآلام، وتصلح في حالات البسط النفسي، لأن حالة الضيق لا تسمح بكلام طويل فالإنسان الضائق لا يطيق نفسه فما بالك بالحروف الطويلة والممتدة، كما أشاروا إلى أن حروف الغزل يجب أن تكون أكثر نعومة من حروف الفخر والمدح وحروف الرثاء لابد أن تكون ذات ظلال حزائنية الى آخر ذلك وسنورد جانبا من كلما تقدم فيما بعد.
الحرف عند النحويين
كل ما تقدم كان حول الحرف الأبجدي خطا ونطقا: وقلنا من قبل أن ما تقدم هو الحرف عند اللغويين، بينما الحرف عند النحويين شيء آخر وقد وعدتك بأن اشرح لك هذا بالتفصيل وهاأنذا أفي بوعدي
أعلم قارئي العزيز على قلبي أن الحرف عند النحويين هو: (ما ليس اسماً ولا فعلاً) وعلامته الدالة عليه هي ألا يقبل علامات الإسمية ولا علامات الفعلية.
فالكلام عند النحويين ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1-اسم 2- فعل 3- حرف: فالاسم هومادل على إنسان: رجل.امرأة.صبي.خالد , فاطمة أو حيوان:أسد.فيل.نعامة. أو نبات:شجرة.وردة.تين.نخلة. أو جماد:جبل.صحراء.جدار.ماء أو مصادر الأفعال: مثل: النوم.الشرب.العدل الدوران(فهي مصادر الأفعال نام.شرب.عدل.دار)
أماالفعل فهو مادل على حدث وزمن أو بعبارة مبسطة ماتفعله الأسماء
فلو قلنا جاء أحمد فالاسم هو أحمد ومافعله هو المجيء إذن (جاء) تصبح فعلا
والزمن في الماضي لأن الحدث وقع قبل زمن التحدث لذا يسمى فعل ماضي،أما الفعل (يقول) الحدث هو القول وزمانه أما في الحاضر (وقت التحدث) أو سيقع في المستقبل ويسمى كل فعل يتأرجح بين الحال والاستقبال الفعل المضارع، أما الفعل (قل) فهو دل على حدث هو الوقوف يجب أن يحدث فوراً بعد صدور الطلب ويسمى فعل الأمر، اما القسم الثالث والأخير من أقسام الكلام عند النحويين - فهو ما نحن بصدده اليوم - فقد أسموه الحرف: فالحرف هو مالم يكن اسماأو فعلا وليس له معنى لوحده وإنما لابد من جملة كي يعرف معناه مثل: (في.عن.على.إلى.أن.لكن.لا.نعم.كي.ما.حتى.رب) ونميزه من أخيه الإسم: بأنه ها لا يقبل الجر والتنوين والنداء وال والإسناد إليه، وهي علامات الاسميه.
ونميزه من أخيه الفعل بانه لايقبل: 1- تاء الفاعل. 2- تاء التأنيث الساكنة.3- ياء الفاعلة. 4- نون التوكيد.إذ تسمى هذه الأربعة علامات الفعلية، وسأشرحها لكم بالتفصيل الممل عند حديثنا عن المبني والمعرب من الكلام فانتظروني. وبذا نكون قد انتهينا من الحرف عند النحويين
[]الحرف عند علماء الخط:
وعدتك عزيزي القارئ بأن أحدثك عن دراسة الحرف عند الخطاطين وها أنذا أفي بما وعدت، فالخطاطون عزيزي القاريْ هم فنانون أكثر من كونهم علماء، ولطالما أبدعوا في رسم لوحات فنية جميلة بحروف اللغةالعربية،وهم لشدة عنايتهم بالرسم فقط وتركيزهم على جماليات وقواعد كتابة الحرف دون أي عناية أخرى بالمضمون يقعون في أخطاء كثيرة إملائية تارة ونحوية تارة وصرفية تارة مما جعلهم محل تندر العامة، فقالوا عنهم المقولة القاسية الشهيرة: (كل خطاط جهول) لكني أرى أن جهل هذه الفئة من الناس هو فقط الجهل بقواعد رسم الحروف وجمالياتها حيث أنهم ليسوا لغويين ولا نحاة ولا صرفيين حتى نحاسبهم بالأخطاء من هذه النواحي، لكني ارى أن أفضل الخطاطين هو من يجمع مع الاهتمام بقواعد الكتابة ثقافة لغوية ولو يسيرة تمكنه من عدم الوقوع في الأخطاء الكبيرة الشاذة.
فهم يرون أن كتابة (أ ) مثل هذه يجب أن تبدأ برسم الألف أولاًا ثم تأتي الهمزة فوقها، ويرون أن كتابة الألف تبدأ من الأعلى للأسفل ويجب أن يكون الخط أغلظ من أعلى وينزل وهو أرفع
الحرف عند علماء التجويد
* إهتم علماء التجوبد بالنبر الصوتي للحرف، بإخراج كل حرفٍ من مَخْرَجِهِ، وإعطاؤه حقه ومُسْتَحَقُّه من الصفات: فحق الحرف : هو صفاته اللازمة التي لا تنفك عنه، مثل:الهمس والجهر والقلقلة والشدة.أما مُسْتَحَقُّ الحرف : فهو صفاته العارضة التي تعرض له في بعض الأحوال ، وتنفك عنه في البعض الآخر لسببٍ من الأسباب، مثل :التفخيم والترقيق
فائدة علم التجويد : صون اللسان عن اللحن في ألفاظ القرآن الكريم عند الأداء، واضعه: فهو وحيٌ من عند الله، تلقاه رسوله محمد صَلَّي الله عليه وسَلَّم مُجَوَّدَاً من جبريل عليه السَّلام،أماواضع قواعده: فقد قيل أنه:أبو الأسود الدؤلي ، وقيل أنه:أبو القاسم عبيد بن سلام، كما قيل أنه:الخليل بن أحمد الفراهيدي .
موضوعه وثمرته:
موضوعه:الكلمات القرآنية
ثمرته:صون اللسان عن الخطأ في كتاب الله تعالى ونيل الأجر والثواب
حكم تعلمه :
فرض كفاية والعمل به فرض عين
فيما يلي نموذج مختصر لأهم ما اهتم به علم التجويد: أـ أحكام النون الساكنة والتنوين فالنون الساكنة:هي النون التي لا تتحرك وصلاً ولا وقفاً كَمِنْ وعَنْ ، ونحو ذلك .اماالتنوين: فهو النون التي تلحق آخر الكلمة لفظاً وتفارقها خطاً نحو كتابٌ ، هُدىً ، بَعِيدٍ . فالحركات الموجودة في آخر هذه الكلمات - من الضمتين للرفع، والفتحتين للنصب،والكسرتين للجر تشكِّل التنوين.
وللنون الساكنة أربعة أحكام وهي:الأظهار،والإدغام،والإقلاب ،والإخفاء
ب- حكام الميم الساكنة: الميم الساكنةهي الميم التي لا تتحرك وصلاً ولا وقفاً كـ : منهم ، وهم ، وكذبتم .ملاحظة : إذا جاءت النون أو الميم وكان كل منهما مشدداً كـ : إنَّ وثُم َّ، فيجب تشديدهما مع الغنة ويسمى كل منهما حرف غنةٍ مشددا ً.ومقدار الغنة حركتين .من أحكام الميم الساكنة والتنوين :الإخفاء الشفوي ،الإدغام الصغير ( إدغام مثلين صغير )الإظهار الشفوي
موضوع: دروس مبسطة في النحو العربي (1) في البدء كدانت الكلمة 
الإثنين مايو 19, 2014 3:20 am